صفروسوريز: يونس وعمر
هو درس بليغ في التفاهة..ذاك الذي يأبى المجلس الإقليمي بصفرو بكل أعضائه أن يجسدوه ! درس في انعدام الحس الوطني وموت السياسة ..درس في معاني الإنحطاط السياسي والفكري والدناءة السياسية بكل تجلياتها .
وإلا، ما معنى أن ترفض مشاريع من قبيل تجهيز المستشفى أو بناء الطرق أو حتى اقتناء سيارة لنقل الموتى ؟!
علمنا التاريخ أن الكبار كانوا يتنازلون عندما يتعلق الأمر بمعاناة البسطاء..قرأنا عن أبطال تنازلوا في معارك خوفا من آلام البسطاء حتى ظهرت الدروع البشرية كحالة دناءة طالما أرغمت كبارا على الإستسلام ! اليوم، وبينما يلعب السياسويون لعبة عض الأصابع في المجلس الإقليمي..يصرخ العامة. دون أن يرف لساستنا جفن أو يحمر لهم خد !
أي كلمات تلك التي يمكنها وصف اللعبة القذرة التي أضحينا نشاهدها كل دورة ؟ أي كلمات ..ونحن نرى السياسيين يلعبون بمشاريع غاية في الأهمية ! أي عبارات قد تصف استعمال تجهيز المستشفى بأجهزة سكانير أو طرق فك العزلة كبيادق في لعبة شطرنج بين فرقاء سياسيين همهم من يربح أخيرا..
أيها الساسة..كلكم مسؤولون !
رئيس المجلس الإقليمي فشل في المهمة مرتين..مرة باعتماده على البيجيديين لتشكيل أغلبية عددية لا رابط بينها..وفشل مرة أخرى في الحفاظ على استمرارية المؤسسة.
صاحب ضيعة السمان فشل مرات عدة في كل امتحانات المبادئ ..ولم ينجح إلا في جعل القاموس السياسي الإقليمي لا يقل بؤسا وانحطاطا عن قاموس السياسة على المستوى الوطني..
البيجيديون لا حديث عنهم..فهم مع الفرقة الرابحة! متى صانوا عهدا أو اتفاقا حتى لا يخذلوا أزلماض ؟
علقوا صور كل هؤلاء وأولئك على قبور كل الحالات التي سيستعصي علاجها بفعل نقص التجهيزات في المستشفى الإقليمي..أكتبوا أسمائهم من عرق جبين سيدات حوامل لا تستطعن المضي إلى مستشفيات الولادة لغياب طرق أو قطعها..تذكروهم جيدا وذكرونا بهم.. حتى لا ننسى أن العبث صار واقعا معاشا هنا، حيث لا فرق بين السياسة والدعارة.