صفروسوريز:
حين تحمل المسؤولية في قرارات عدة استبشرنا خيرا ،وقلنا وزير يتحمل مسؤوليته كاملة وكان حضوره بارزا في نجاح الاستحقاقات التعليمية ، لكن ، ومن باب الانصاف ،نعتبرها كبوة فارس ببلاغه الأخير الذي يظهر فيه ضعف كبير في تحمل المسؤولية واتخاذ القرار ، إضافة إلى غياب تام للمقاربة التشاركية مع مكونات الحقل التعليمي .
نقول هذا بعيدا عن تحليل إجرائي لمضامين البلاغ ، إذ يبدو مستحيلا انطلاق العملية التعليمية في الآجال المقترحة لأسباب موضوعية تتعلق اولا بعدم تسجيل التلاميذ وهو أمر كان يتم في أواخر السنة الدراسية ، أضف إلى ذلك حيرة الآباء في الاختيار بين الحضوري وعن بعد، وفي الحالتين كلتيهما ، يبقى سؤال بنية الاستقبال ، والموارد البشرية حاضرا بقوة ، إذ كيف لمؤسسة تضيق بتلاميذها الذين يتجاوزون الأربعين أن توزعهم إلى فوجين في حال اختيار التعليم الحضوري .، ثم كيف يمكن توزيع الحصص للاساتذة بين الحضوري وعن بعد خاصة وقد تم التأكيد أن الأستاذ لن يتجاوز الحصص القانونية (28-24- 21) وكيفية اشتغال الأستاذ الذي اختار التعليم عن بعد ، هل سيتم داخل مؤسسته وبوسائله الخاصة ( واتساب ،فايسبوك….)؟.
في اعتقادي أن الذين أشاروا على السيد الوزير بذلك البلاغ لم يسبق لهم أن مروا ساعة داخل ااقسم ولم يذوقوا حلاوة اللقاء المباشر بين الأستاذ وتلاميذه ، ذلك أننا لا نتعامل مع حجر وكائنات جامدة ، الاستاذ يمارس مهنته بتفاعل وحب ، قد يغضب من تلميذه نعم ، قد ينفعل نعم ،لكنه يمارس مهمته بحب الأمر الذي لن يوفره التعليم عن بعد ولو في حدوده الدنيا.
إذا كان من تعليم عن بعد فليكن قرارا تتحمله الدولة وتوفر له امكاناته المادية واللوجستية ، وإن كان حضوريا فليكن مع مراعاة كل شروط السلامة الصحية للتلاميذ والأطر التربوية والإدارية. أما أن نرمي الكرة في شباك الأولياء والآباء فذلك ولا شك هروب إلى الأمام وإعطاء القرار لمن لا يملك سلطة القرار.